Document Type

Article

Publication Date

2013

Abstract

منذ أن تبلورت في البلاد العربية ظاهرة الهوية، لم تكن تلك الهوية تمثل أي تعارض مع الدين أو المذهب. كما أن التعدد الثقافي العربي وبما تضمنه من تنوع طائفي وإثني ظل سمة أصيلة من سمات المجتمعات العربية لعقود طويلة، وكان مصدرا مهما من مصادر الثراء والتنوع الثقافي والحضاري. لكن هذا التعدد تحول منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 من مصدر لإثراء المجتمع إلى سبب لهدمه وتفكيكه، حيث برزت مسألة الطائفية السياسية بقوة، وأصبحت إحدى أكثر المشكلات التي يعاني الوطن العربي من ويلاتها. ورغم أننا لا يمكن أن ننكر أن ظهور الطائفية في الدول العربية سابق على الغزو الأمريكي للعراق، إلا أننا لا يمكن أيضا أن نغفل أن هناك عوامل خارجية، كان في مقدمتها هذا الغزو، دفعت في اتجاه إحياء الطائفية وإثارة النزعات العرقية. في هذا الإطار، تحاول هذه الدراسة أن تقدم مساهمة في المناظرة الدائرة فى الوطن العربى بين فريقين رئيسين حول الدور الأمريكي في الأزمة الطائفية الراهنة. الفريق الأول يرى أن الطائفية موجودة فى الوطن العربى منذ قرون ولكنها كانت خامدة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة، بغزوها للعراق، لم تخلقها وإنما كشفت عن وجودها. أما الفريق الثاني فيذهب إلى أن الولايات المتحدة تعمدت استغلال التنوع الطائفي المجتمعي في العراق لتحويله إلى "طائفية سياسية" من خلال مد التقسيم الطائفى إلى عالم السياسة. وتحاول الدراسة أن تحدد إلى أى درجة لعبت الولايات المتحدة دورا فى تغذية الطائفية السياسية في العراق وبالتالي في باقي الدول العربية. وتهدف الدراسة في هذا السياق إلى الاجابة على التساؤلات التالية: ما هو دور الاحتلال الأمريكي في اندلاع أزمة الطائفية السياسية في عراق ما بعد صدام حسين؟ وما هي مظاهر تلك الأزمة وأهم تداعياتها؟ وهل كان للولايات المتحدة دور في امتداد أزمة الطائفية إلى خارج العراق لتشمل دولا عربية أخرى؟ وما هو شكل هذا الدور وحدوده ؟ وما هي مظاهر أزمة الطائفية في هذه الدول العربية؟ وما هي أهم تداعياتها؟

Share

COinS